منتديات طلاب الانمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

خ1 - معاني كلمة ملة أبينا إبراهيم عليه السلام ، خ2 - الأضحية شعيرة من شعائر المسلمين من موسوعة النابلسي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

AHMED LZRG

avatar
مؤسس المنتدي
مؤسس المنتدي

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى :

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

اتباع ملة أبينا إبراهيم :

<p>وبعد: فيا أيها الأخوة الكرام يقول الله جلّ جلاله في كتابه العزيز:
﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾

[ سورة الحج]
أيها الأخوة الكرام، وردت ملة إبراهيم في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وقد أمرنا الله جل جلاله أن نتبع ملة أبينا إبراهيم، لأنه هو الذي سمانا المسلمين من قبل كما وردت هذه الفكرة في تلك الآية، فما ملة أبينا إبراهيم؟.
من ملة أبينا إبراهيم :

1 ـ أنه كان شرعة و منهاجاً و دستوراً :

<p>أيها الأخوة الكرام، آيات عديدة من كتاب الله تتحدث عن ملة إبراهيم، من هذه الآيات:
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾

[ سورة النحل]
أيها الأخوة، الأمة هي الشرعة والطريقة، أي إن إبراهيم كان منهجاًَ، كان شريعة، كان دستوراً، فكل من اتبعه وصل إلى الله، ووصل إلى سعادة الدنيا، وسعادة الآخرة.
وقال بعضهم: الأمة الجماعة، فالمؤمن إذا اتبع منهج الله عز وجل، وأقام الإسلام في بيته، وفي عمله، وأخلص لربه، التفت القلوب من حوله، فكان أمة، كان في قلوب الآخرين، كان في مشاعرهم، كان في عواطفهم، كان في أعلى درجات المحبة.
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾
كان شرعة، وكان منهاجاً، وكان جماعة، وقال بعض العلماء: إن إبراهيم كان أمة أي جامعاً لكل أنواع الخير، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله عز وجل، يقيم شرع الله، يقبل على الله، ينقطع له، وقال بعضهم: "أم الشيء أصله وعماده، فإن إبراهيم كان أمة أي كان أصلاً من أصول الدين"، ثم قال بعض العلماء أيضاً: "إن إبراهيم كان أمة أي كان رجلاً لا نظير له".
يروى أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن معاذاً كان أمة، قانتاً لله حنيفاً، فقال: ابن جرير بإسناده عن الشعبي: غلط أبو عبد الرحمن، قال: إن معاذاً كان أمةً، ولم يقل إن إبراهيم كان أمة، فأجابه ابن مسعود قال: إن معاذاً كان يعلم الناس الخير، وإن إبراهيم كان مطيعاً لله تعالى، كان إمام هدى تتبع سنته، وتتبع طريقته في معرفة ربه، وفي الدعوة إلى ربه.
فالقرآن الكريم فيه آيات كثيرة تتحدث عن ملة سيدنا إبراهيم، وملة سيدنا إبراهيم شرحت في آيات منها:
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً ﴾

2 ـ أنه أوتي الحجة :

<p>أيها الأخوة الكرام، ومن ملة إبراهيم:
﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾

[ سورة الأنعام]
ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، لابد للمؤمن من حد أدنى من الحجة، لأن هذا الدين دين الله، ولأن هذا الدين من عند الله، والله سبحانه وتعالى هو الذي أودع في الإنسان العقل، وهو:
﴿ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾

[ سورة الكهف الآية: 1]
فإن لم يملك المؤمن الحجة فمن يملكها إذاً؟ إن لم يملك المؤمن الحجة على أعداء الله من يملكها إذاً؟ من ملة أبينا إبراهيم أنه أوتي الحجة.
3 ـ أنه كان يتبرأ من كل معصية وكل ذنب :

<p>أيها الأخوة الكرام، ومن ملة أبينا إبراهيم أنه كان يتبرأ من كل معصية، وكل ذنب، وكل شرك.
﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾

[ سورة الممتحنة]
من هوي الكفرة حشر معهم، ولا ينفعه عمله شيئاً.
4 ـ موالاة المؤمنين و البراءة من المشركين :

من ملة أبينا إبراهيم أن توالي المؤمنين، وأن تتبرأ من المشركين، أن توالي الطائعين، وأن تبتعد عن العاصين، من أقام مع المشركين فقد برئت منه ذمة الله، هذا من ملة أبينا إبراهيم.

5 ـ أنه أوتي الرشد :

<p>ومن ملة أبينا إبراهيم أنه أوتي الرشد، وهذا أعظم عطاء إلهي.
﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء]
حجة، ورشد، وطاعة، وأمة، هذه ملامح ملة أبينا إبراهيم.
6 ـ أنه كشف الله له بعض الحقائق :

<p>ملة أبينا إبراهيم من خصائصها: أن الذي يسير على منهجه ويتبع ملته يكشف الله له بعض الحقائق.
﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾

[ سورة الأنعام]

7 ـ الطاعة :

<p>أيها الأخوة الكرام، ملة أبينا إبراهيم الطاعة.
﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ﴾

[ سورة البقرة الآية: 124]

متى جعله إماماً؟ حينما أتم كلمات الله عز وجل:
وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
***
الطاعة الطاعة أيها المؤمنون، المرء يقيّم عند ربه لا بأقواله ولكن بأفعاله، أنا لست عند كلام الحكيم، ولكن عند همه وهمته.


العاقل من كان مستعداً للقاء الله عز وجل قبل أن يأتيه الموت :

<p>
أيها الأخوة الكرام، سيدنا إبراهيم عليه السلام اصطفاه الله في الدنيا.
﴿ وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾

[ سورة البقرة]
سيدنا إبراهيم عليه السلام :
﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾

[ سورة البقرة]
ولهذه الآية لفتة رائعة،
﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾
فهل الموت بيدنا يا رب؟ كيف تأمرنا ألا نموت إلا ونحن مسلمون؟ وهل الموت بيدنا؟ قال العلماء:
﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾
بمعنى أن الموت يأتي فجأة، فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم مستعدون للقاء الله عز وجل، لذلك ورد في الحديث الشريف:
(( من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت))

[ شعب الإيمان عن أنس]

الموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل
***

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾

[ سورة البقرة الآية: 258]
بيد الله الحياة والموت، بيد الله الرزق، وكلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً.
﴿ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

[ سورة البقرة]

آية دقيقة تلخص ملة أبينا إبراهيم :

<p>
أيها الأخوة الكرام، آية دقيقة تلخص ملة أبينا إبراهيم قال الله تعالى:
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾

[ سورة النساء الآية: 125]
الدين كله يضغط بكلمتين.
﴿ وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ ﴾

[ سورة مريم الآية: 31]
الصلاة اتصال بالحق، والزكاة إحسان إلى الخلق، وهذه الآية تؤكد هذا المعنى:
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾

[ سورة النساء]
آيات كثيرة كما ترون تأمرنا أن نتبع ملة أبينا إبراهيم، الذي كان مطيعاً لله، كان حنيفاً، معنى حنيفاً أي مائلاً بقلبه إلى الله، مائلاً إلى الله مبتعداً عمن سواه.
لذلك قال العلماء: لا تكون العبادة عبادةً إلا إذا رافقها حب، من أطاع الله ولم يحبه ما عبده، ومن أحبه ولم يطعه ليس عابداً له.
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعتـه إن المحب لمـن يحب يطيع
* * *

على الإنسان أن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على رب الأرض والسموات :

<p>
أيها الأخوة الكرام، ورد في رياض الصالحين عن ابن عباس أيضاً رضي الله عنه قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه والسلام حينما ألقي في النار"، حسبي الله ونعم الوكيل، أي يكفيني الله عز وجل، هو يدافع عني، هو يأخذ بيدي، هو ينصرني، هو يرحمني، حسبي الله ونعم الوكيل.
لذلك ورد في السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم بين رجلين، فالذي حكم عليه تولى وهو يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال يا هذا:
((إِن الله يَلُومُ على العَجْز))

[أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك]

وهذا درس بليغ للمسلمين جميعاً، التواكل الضعف، التسيب، الإهمال، قال بعض العلماء هذا يؤدي إلى الفقر، ولكنه فقر الكسل لا فقر القدر، فرق كبير بين فقر الكسل وبين فقر القدر، فقر الكسل الإهمال، عدم الإتقان، عدم السعي، عدم التدبير، التواني، التكاسل، التقصير، هذا كله من العجز، قال عليه الصلاة والسلام:
((إِن الله يَلُومُ على العَجْز ولكن عليكَ بالكَيْس))

[أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك]
أي بالتدبير، أن تأخذ بالأسباب ثم تتوكل على رب الأرض والسموات.
أيها الأخوة قال عليه الصلاة والسلام:
((فإِذا غَلَبَك أَمر، فقل حَسبيَ الله ونعم الوكيل))

[أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك]
لا تقل هذه الكلمة إلا حينما يغلبك أمر، هذا درس لكل المسلمين، يجب أن نأخذ بالأسباب وبعدها نتوكل على رب الأرباب، يجب أن ندبر أمورنا، يجب أن ننظر في عاقبة أمرنا، يجب أن نأخذ بكل الأسباب التي تعيننا على بلوغ أهدافنا، وإلا كنا متواكلين.
فقال ابن عباس رضي الله عنه: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حينما ألقي في النار"، متى قالها؟ حينما ألقي في النار، حينما غُلب على أمره، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم:
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ﴾

[ سورة آل عمران الآية: 173]
كما جمع للمسلمين اليوم.
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾

[ سورة آل عمران]
وقد ورد في رياض الصالحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
<P class=s7adeth>(( لَقِيتُ ليلة أُسرِيَ بي إبراهيمَ، فقال لي:
[ يا محمدُ ]
أَقْرِئْ أُمَّتكَ مني السلامَ وَأخْبِرهم: أَن الجنةَ طَيِّبَةُ التُّربة، عَذْبةُ الماء، وأنها قِيعانٌ، وأَنَّ غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ))


[الترمذي عن ابن مسعود]
هذه الباقيات الصالحات، أن تسبحه، أن تنزهه، أن تمجده، أن تكبره، أن تقول: الله أكبر ونحن في العيد ولاسيما في عيد الأضحى المبارك، نختم صلواتنا بالله أكبر.
من مظاهر تخلف المسلمين أن كلمات الحق فرغت من مضمونها :

أيها الأخوة الكرام ذكرت هذا قبل يومين: من قال: الله أكبر ألف مرة، وعصا ربه، أطاع مخلوقاً وعصا ربه، فهو ما قالها ولا مرة ولو نطق بها ألف مرة، من قال: الله أكبر ألف مرة ولم يقم الإسلام في بيته فكأنه ما قالها ولا مرة، من قال: الله أكبر ألف مرة ورأى أن معصية الله عز وجل أربح له ما قالها ولا مرة.
فيا أيها الأخوة الكرام، من مظاهر تخلف المسلمين أن هذه الكلمات الكبيرة كلمات الحق فرغت من مضمونها، وأصبحت لا تعني شيئاً، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

8 ـ أنه كان في أعلى درجات العبودية لله :

<p>أيها الأخوة الكرام، ملة أبينا إبراهيم كان في أعلى درجات العبودية لله.
﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾

[ سورة الصافات الآية: 102]
أن يذبح الإنسان ابنه.
﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ﴾
وابنه نبي كريم.
﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾

[ سورة الصافات]
ماذا تعني هذه القصة التي وردت في كتاب الله؟ تعني أن هذا النبي العظيم حينما تحقق
﴿ إِنِّي أَرَى ﴾
مرات عديدة
﴿ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾
فبادر إلى أمر الله عز وجل ولو كان هذا الأمر فوق طاقة البشر، يعطينا إبراهيم عليه السلام أعلى نموذج لطاعة الله عز وجل:
﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة الصافات]

الدرس المستفاد من القصة التالية :

<p>
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء إبراهيم صلى الله عليه وسلم فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذٍ أحد وليس بها ماء، وضع زوجته هناك، ووضع عندها جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفا إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل قالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ قالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إليها، قالت له: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لا يضيعنا.
وإذا أقمنا أمر الله عز وجل، إذاً لا يضيعنا الله عز وجل، قالت: إذاً لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات وقال:
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة إبراهيم]
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى أو يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه من شدة العطش، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم ترَ أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا رأت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة وقامت عليه ونظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات.

قال ابن عباس رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلذلك سَعَى الناس بينهما، فلما أشرفَتْ على المروة سمعتْ صوتاً، فقالت: صَه - تريد نفسها - ثم تسمَّعت فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعتَ إِن كان عندكَ غُواث، فإذا هي بالمَلَكِ عند موضِع زمزم، فبحث بعقَبِه أو قال: بجناحه حتى ظهر الماءُ، تُحوِّضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تَغْرِفُ من الماء في سقائها، وهو يفورُ بعدما تغرف بقدر ما تغرف، قال ابن عباس: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْحَمُ الله أمَّ إِسماعيل، لو تركت زمزم، أو قال: لو لم تغرِفْ من الماء لكانت زمزمُ عيناً مَعِيناً، قال: فشربتْ وأرضعتْ ولدها، فقال لها المَلك: لا تخافوا الضيعةَ، فإن هاهنا بيتاً لله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإنّ الله لا يُضِيع أهله.
ونحن في أمس الحاجة إلى هذا القول: إن الله لا يضيعنا، ولو أن العالم ائتمر علينا، إن الله لا يضيعنا، ولو أن هناك هجمة شرسة تنصب على المسلمين في كل بقاع الأرض، إن الله لا يضيعنا، بشرط أن نكون معه، بشرط أن نتبع أمره، بشرط أن نستقيم على أمره، بشرط أن نخلص له، بشرط أن نقبل عليه، وقال الله:
﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾

[ سورة المائدة الآية: 12]
أيها الأخوة الأكارم، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
* * *
الخطبة الثانية :


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق و البشر.

الأضحية و مشروعيتها :

<p>
أيها الأخوة الكرام، الأضحية شعيرة من شعائر المسلمين في عيد الأضحى المبارك، مشروعيتها أن الإمام أحمد وابن ماجة رويا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( من وجد سَعَة فلم يضح فلا يقربن مصلانا ))

[ أحمد ابن ماجه عن أبي هريرة]
ولقد استنبط أبو حنيفة رحمه الله تعالى من هذا الحديث أنها واجبة، فمثل هذا الوعيد لا يلحق بترك غير الواجب، وقال غير الأحناف: إنها سنة غير مؤكدة، ولهم أدلتهم، فهي واجبة مرة في كل عام على المسلم الحر، البالغ، العاقل، المقيم، الموسر، وأما معنى الموسر فللفقهاء تعريف من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً ))

[الترمذي عن عائشة]
وعن أنس رضي الله عنه قال:
(( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين فرأيته واضعاً قدميه على صفاحهما سمى وكبّر ))

[ متفق عليه عن أنس]

حكمة الأضحية :

<p>حكمتها: أن المسلم الموسر يعبر بها عن شكره لله تعالى على نعمه المتعددة، منها نعمة الهدى، ومنها نعمة البقاء من عام إلى عام.
((أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله))

[أخرجه الطبراني عن أبي بكرة]
وعلى نعمة السلامة والصحة، وعلى نعمة التوسعة في الرزق، وهي تكفير لما وقع من الذنوب وتوسعة على أسرة المضحي وأقربائه، وأصدقائه، وجيرانه، وفقراء المسلمين.


شروط وجوبها :


شروط وجوبها: اليسار، الغنى، والموسر هو مالك نصاب الزكاة زائداً عن حاجاته الأساسية، النصاب الأساسي حده الأدنى سبعة آلاف ليرة، وحده الأقصى أربعون ألفاً، الموسر هو مالك نصاب الزكاة زائداً عن حاجاته الأساسية، أو هو لا يحتاج إلى ثمنها أيام العيد، أو لا يحتاج إلى ثمنها خلال العام على اختلاف بين المذاهب في تحديد معنى الموسر.
ينبغي أن يكون الحيوان المضحى به سليماً من العيوب الفاحشة، التي لا تؤدي إلى نقص في لحم الذبيحة، أو تضر بآكلها، فلا يجوز أن نضحي بالدابة البين مرضها، ولا العوراء، ولا العرجاء، ولا العجفاء، ولا الجرباء، ويستحب في الأضحية أسمنها وأحسنها لقوله صلى الله عليه وسلم:
(( عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم ))

[رواه الديلمي بسند ضعيف عن أبي هريرة]
وكان صلى الله عليه وسلم يضحي بالكبش الأبيض الأقرن.


وقت نحر الأضحية :

وقت نحر الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى، وحتى قبيل غروب شمس اليوم الثالث من أيام العيد، على أن أفضل الأوقات هو اليوم الأول قبل زوال الشمس، ويكره تنزيهاً الذبح ليلاً.
ولا تصح الأضحية إلا من النعم، من إبل، وبقر، وغنم، ومن ضأن، ومعز، بشرط أن يتم الضأن ستة أشهر والمعز سنة، ويجزئ المسلم أن يضحي بشاة عنه وعن أهل بيته المقيمين معه، والذين ينفق عليهم، وهم جميعاً مشتركون بالأجر.

مندوبات الأضحية :

ومن مندوبات الأضحية: أن يتوجه المضحي نحو القبلة، وأن يباشر الذبح بنفسه إن قدر عليه، وأن يقول قبل الذبح: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك وإليك، اللهم تقبل مني ومن أهلي بيتي، وله أن يوكل غيره، وعندها يستحب أن يحضر أضحيته فإنه يغفر له عند أول قطرة من دمها.
ويستحب أن يوزعها أثلاثاً فيأكل هو وأهل بيته الثلث، ويهدي لأقربائه وأصدقائه وجيرانه الثلث، ويتصدق على الفقراء بالثلث الأخير.
﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[سورة الحج الآية : 36-37]
أيها الأخوة الكرام، العيد عند المسلمين أيام فرح، أيام تواصل، أيام بر، أيام زيارات الأهل والأقارب، أيام ذكر الله عز وجل، أيام التكبير، فافعلوا هذا في عيد الأضحى فالله سبحانه وتعالى قال:
﴿ لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾

[ سورة الكهف]

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك .
اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسينا ذكرك يا رب العالمين.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسينا ذكرك يا رب العالمين.
اللهم رب العالمين نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، ومن الخوف إلا منك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء اللهم رب العالمين.
اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاة المسلمين إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير .
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
وكل عام وأنتم بألف خير.

والحمد لله رب العالمين

Graphic Des

Graphic Des
مؤسس المنتدي
مؤسس المنتدي

شكرا لك
واصل

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى