قنوات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والشعوذة
فضيلة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن مسفر البحري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أما بعد ، فيا عباد الله :كان مجتمعنا الذي نعيش فيه كان مجتمعا منغلقا منه وإليه ، يتلقى شبابنا ونساؤنا وكبارنا وصغارنا يتلقون التوجيهات والإرشادات من علمائهم ومن دعاتهم ،ومن خطبائهم ، ومن أهل الصلاح والخير فيهم .
فمضى المجتمع على أحسن حال وأفضل مآل إلى أن بزغت بازغة ذُكرت على ألسنة كثير من الخطباء فيما مضى .
حذّر منها العلماء ، نبّه منها الخطباء ، تلك البازغة : هي ما تُسمى بالقنوات الفضائية "
من حين ما دخلت علينا إضافة إلى مواقع الانترنت .
من حين ما دخلت علينا والمجتمع قد انفتح على أمر عظيم خطير لم يتهيأ له من قبل ، وبالتالي نرى التغير الكبير العظيم في سلوكنا ،
في سلوك أبنائنا ،
في تصرفات شبابنا
في أخلاق بناتنا ونسائنا
كل ذلك مرجعه من ماذا ؟
من تلك القنوات الفضائية ، ومن تلك المواقع الانترنيتية فحذر منها الخطباء والعلماء .
وكان التحذير والله يتركز في معظمه على فتنة الشهوة التي يُخشى على شبابنا وعلى بناتنا منها .
لكن الأمر – وإن كان هذا الأمر محسوبا في أذهان العلماء والدعاة – لكن هذا الأمر تعدَّى إلى العقائد
لا عجب ، ولا مستغرب أن تبث تلك القنوات الفضائية وتلك المواقع سمومها لتبعد بناتنا وشبابنا ونساءنا عن عقيدتهم
وصل الحال بالمجتمع – وللأسف في هذا المجتمع المجتمع الذي نعيش فيه – وصل الحال به إلى أن كثيرا من الشباب والنساء لهم ارتباط بتلك القنوات التي تبث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والشعوذة والكهانة .
هذا الذي لم يكن خاطرا في البال ، ولم يكن متوقعا أن يصدر مثل هذا لم ؟
لأن هؤلاء تربوا في مجتمع بُني على عقيدة صافية سليمة .
سبحان الله !
تتصل المرأة : تقَدَّم إلىَّ شابٌ – يحادثها هذا الشرير هذا الشيطان : " ما اسمه ؟ما اسم أبيه ؟ ما اسم أمه ؟
ما رأيك أتزوج بهذا الشاب أم لا أتزوج به .
فينتهي الأمر في المطاف إلى أن يقول لها : " إن زواجك به سيكون زواجا سعيدا "
أو يقول : " زواجا تعيسا "
فتطمئن هذه المرأة إلى قول هذا الخبيث
كفر بالله وصدقته ، كفر بالله .
أو يتصل أحد شبابنا : سأقدم على زواج بامرأة فيبث إليه هذا الشرير شركا في نفسه .
أو يتصل أحدهم بأنه : مريض أو أن ابنه أو قريبه مريض ، وهو يريد العلاج منه .
سبحان الله!
للأسف أن المجتمع من خلال هذه القنوات التي يبث فيها دعاة الشر خبائثهم ، من خلالها تأثر الكثير، وتأثر الكثير
ليست نظرتي نظرة تشاؤمية ، ولكن الواقع يحكي ما أتحدث به
للأسف كان لعلمائنا الكبار وزنهم ، وقيمتهم ، ولأقوالهم قدر كبير في نفوسنا ، في نفوس المجتمع
لكن إذا خرج شخص اجتهد بقول شاذ تبعوه ليس في قضية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إنما في قضايا متعددة معاصرة
كل ذلك من اجل اتباع ماذا ؟
من اجل اتباع الهوى
وإلا إذا حدثت هذا الرجل : كيف تذهب إلى هذا الساحر وتطلب منه العلاج ؟
فيقول : إن فلانا المفتي المسمى بهذا الاسم قد أفتى به ، أأنت اعلم منه ؟
سبحان الله !
أيجهلك أن مثل هذا الأمر من الأمور المحرمة ؟
أتجهلك الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في هذا الشأن ؟
ثم لو قلت له؟
انظر إلى جماهير علمائك ماذا قالوا في هذا الأمر ؟
ثم إني أقول لك : أهذا المفتي أعلم من ابن باز أو ابن عثيمين الذين تحدثا في هذا الموضوع ، وتحدثا غيرهما من العلماء الأجلاء ؟
ستكون الإجابة بأنه ليس بأعلم
لكن لماذا جرى مثل هذا ؟
جرى مثل هذا لأن الشهوة قد ساقت كثيرا من الناس إلى أن أخرجت بعضهم عن دين الله عز وجل
تلك القنوات الفضائية التي تبث الآن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والكهانة والشعوذة .
كان لزاما عليّ أن أتحدث في مثل هذا اليوم عن قضية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سأتحدث عنها في عجالة سريعة لم ؟
لأن الحديث فيها عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سبق في خطب سابقة ، لكنن أعرج على بعض الأشياء التي تليق بهذا المقام .
لتعلم انه من حيث اللغة : أن مادة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مكونة من ثلاثة أحرف ( س – ح – ر ) وهذه المادة تتطلب ثلاثة أشياء :
تتطلب عضوا يقع فيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تتطلب فعلا وهو فعل الساحر الذي يصور الباطل في زينة الحق
تتطلب إيقاع هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بالمسحور
وهذا موجود في مادة سحر .
ولذلك " السَحَر " كلمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من حيث اللغة : هو العضو المتصل بالحلقوم ، والمرئ من أعلى البطن
ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها : " مات النبي صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري "
السِحْر :هو الفعل الذي يصوره هذا الخبيث يصوره الساحر في صورة الحق
الوقت : هو السَحَر الذي يكون قبل الصبح
حتى إن مادة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في اللغة تُعد فسادا ، تُعد فسادا :
يقول أهل اللغة : " طعام المسحور: يعني إذا أُفسد عمل الطعام "
يقول أهل اللغة : أرض مسحورة : إذا كثر عليها ماء المطر فأفسدها
انظر :
حتى من حيث اللغة
أما من حيث الاصطلاح – فكما قال ابن قدامة في المغني رحمه الله – قال : " عقد ورقى وعزائم يتكلم بها الساحر أو يكتبها أو يعمل بها ليؤثر في عقل وبدن المسحور من غير مباشرة له "
والسحر له أنواع عدة ، وله شعب متعددة
ولذا قد ينطلي شيء من هذا على بعض الناس ، ولذا النبي عليه الصلاة والسلام قال – كما عند أبي داود : (( من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] زاد ما زاد ))
فالسحر له شعب وأنواع متعددة
أما ما يجر ي في مجتمعنا :
فهناك " سحر التخييل "
وذلك لخفة يد بعضهم يسحر عين الآخر((سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ))
وهذا ما يعرض على بعض شاشات التلفاز من أن شخصا يُخرِج من رأسه نارا
أو يخرج من فمه حمامة
أو أنه يطعن شخصا بسكين ثم يقوم
هذا كله من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
هذا نوع الخداع
النوع الآخر :
وهو نوع استجلاب معاونة الشياطين
أن يعاونه الشياطين في فعل هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : ((وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ))
ولذا قال الذهبي رحمه الله : " لابد من الساحر أن يكفر ، لابد أن يكفر – لم ؟ قال : " لأنه ليس للشيطان غرض في تعليم الإنسان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلا ليشرك بالله عز وجل "
ثم قال : " وترى كثيرا من الضلال يدخلون في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يظنونه حراما ، وليس بحرام إنما هو الكفر "
حكم جل وعلا على السحرة أنهم لا ينفعون أنفسهم فكيف ينفعونك
هؤلاء المشعوذون لا ينفعون أنفسهم فكيف ينفعونك ؟
ولذا قال عز وجل : ((وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ))
بل قال معمما عدم فلاحهم : ((وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى))
قال تعالى :((مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ))
النبي صلى الله عليه وسلم جعله من الكبائر – كما جاء في الصحيحين
قال :(( اجتنبوا السبع الموبقات – يعني المهلكات – قلنا يا رسول الله ، ما هنّ ؟
قال: الشرك بالله والسحر "
ثم ذكر الحديث .
سبحان الله !
انظر : ذكر الشرك ثم ثنى بذكر السحر، مما يدل على أن هناك ارتباطا بين الشرك وبين هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذي يتوصل الإنسان من خلاله إلى الشرك بالله عز وجل
ماذا بعد حديث النبي صلى الله عليه وسلم في معجم الطبراني : (( من أتى عرَّافا أو كاهنا أو ساحرا يؤمن به فقد كفر))
حكم صريح
عند أبي داود :(( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ))
كفر بالقرآن لم ؟
لأن الكفر بآية من القرآن كفر بالقرآن كله ، ألم يقل الله عز وجل : ((قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ))
فلما تتصل بهذا الساحر أو تذهب إليه وتسأله وتطمئن إلى سؤاله وتؤمن بما قاله فقد كفرت بهذا القرآن لأنك زعمت ان هذا الرجل يعلم الغيب ، وهو مسكين لا يدري ماذا يجري له وماذا يحدث له في المستقبل ، وإنما هي شعوذة
وأما إذا أتاه فسأله مجرد سؤال حتى من حيث الاستعلام ، من حيث الاستعلام لا يجوز مثل هذا .
حتى لو قال : أريد أستعلم وأستخبر ماذا يجري فلا يجوز
يقول النبي صلى الله عليه وسلم – كما في صحيح مسلم - : (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يوما ))
معاوية بن الحكم – كما في صحيح مسلم – لما أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم قال : " يا رسول الله إنا كنا في حديث عهد بجاهلية، وإن قوما منا يأتون إلى الكهان "
فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
لم يبرر: أأنت مريض ؟
أأنت محتاج ؟
أأنت مستعلم ؟
أأنت كذا ؟ لا
قال عليه الصلاة والسلام :(( فلا تأتهم ))
فلا تأتهم نهي عام بجميع أنواع الإتيان فلا تأتهم
ولذا النبي عليه الصلاة والسلام – كما في صحيح مسلم ، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما – لما أتاه " ضماد " وهو من " أزد شنوءة " ، وهو يرقي من الريح : يعني يقول : " إني أرقي من هذه الريح " يعني من الجنون – فسمعت قريشا يقولون : " إن محمدا به [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، به الجنون ، به الكهانة " فقلت : " لعلي أن ألتقي بهذا الرجل فيعافيه الله عز وجل على يدي
يقول : فالتقيت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا محمد ، إني أرقي من هذه الريح فلعل الله أن يشفيك على يدي
فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
انظروا إلى العظمة
إلى الارتباط بشرع الله عز وجل
وكان مضطهدا وقتها عليه الصلاة والسلام هو وصحابته الكرام
فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
قال كلمات تنبئ عن عمق عظمة هذا القلب المرتبط بالله عز وجل
قال : (( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهديه الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ))
فقال ضماد : أعد عليّ
فأعادها عليه الصلاة والسلام حتى أعادها عليه ثلاث مرات
فقال : " ما أعظم هذه الكلمات ، والله لقد سمعت قول السحرة ، وقول الكهنة ، وقول الشعراء ، وليس هذا منهم ، ابسط يدك "
فبسط يده ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( على ماذا ؟ ))
فقال : أبايعك
فقال عليه الصلاة والسلام:وعلى قومك ؟
فقال : وعلى قومي
مساكين من يأتي إلى هؤلاء :
يظنون أن الخدمة والمصلحة تصل إليهم ، مع أن هؤلاء يريدون أن يبتزوا أموال الناس حتى في العصر القديم .
ولذا يقول القرطبي رحمه الله ماذا يقول ؟
يقول : " هي حيل – يقول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والشعوذة – حيل صناعية يتوصل بها المسحور لاكتساب أموال الناس لكن بخفة يده "
قد تقول : إنه لا يُسٍتفاد مني :
إما أن يستفاد منك عن طريق المهاتفة : بأن تُزاد عليك أضعاف أجور المكالمة
وهذا من المصائب إن كانت هذه المكالمات تتبناها اتصالاتنا
هذه من المصائب والعظائم
ثم لو لم يأخذوا منك شيئا ألا تعلم أن مثل هذه القنوات إذا استقطبت كثيرا من الجماهير ألا تعلم انهم يعرضون دعايات يكسبون من ورائها مئات الآلاف
هم يروجون لهذه القنوات ، فيكون لهذا الساحر والمشعوذ يكون له نصيب كبير من ثمن هذه الدعايات
ولذا قال ابن تيمية رحمه الله في " درء تعارض العقل والنقل "
قال رحمه الله: أرباب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] – يعني أصحاب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] – يحتاجون إلى أعمال عظيمة ، وأفكار عميقة ، وبعد عن الشهوات والمباحات ثم آخرهم الشك بالرحمن ، وعبادة الطاغوت والشيطان ، والقليل – انظر – والقليل منهم ينال بعضا ينا لبعضا ينال بعض غرضه الذي لا يزيده من الله إلا بعدا فغالبهم محروم مأسور عليه ذلة المفترين أكالون للسحت ، نقَّالون للأكاذيب "
انتهى كلامه رحمه الله
يقول تلميذه ابن القيم –كما في التفسير القيم لابن القيم – في قوله تعالى : {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ }
قال : هو شر السواحر، فإن السحرة يعقدون الخيوط التي يريدون من خلالها أن يضروا بالمسحور وينفثون في كل عقدة "
يقول :" فتتكيف نفس الساحر الخبيثة بمعاونة الشياطين فينفث في هذه العقد فيخرج مع هذه النفس الخبيثة نفس ممازج لهذا الخبث فيؤثر في المسحور بإذن الله عز وجل "
ثم قال رحمه الله : " وكلما كان الساحر أكفر بالله وأخبث ومعاداة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين كان سحره أقوى وأنفذ ، ولذا كان سحر عباد الأصنام أعظم من سحر اليهود ، وكان سحر اليهود أعظم من سحر المنتسبين إلى الإسلام "
انتهى كلامه رحمه الله
ماذا يقول ابن خلدون ؟
يقول في مقدمته : " الساحر لا يصدر منه خير"
اسمع : هذا كلام علماء أجلاء سبقونا في البحث عن هذه المواضيع
قال : " الساحر لا يصدر منه الخير ولا يُستعمل في أسباب الخير "
فماذا بعد هذا – عبد الله ؟
بعد هذا أن تتقي الله عز وجل ، فإن كنت ممن اتصلت بهؤلاء أو اطمأننت إليهم ، عليك أن تعود وان تتوب إلى الله عز وجل ، وان تجدد إسلامك إن كنت مطمئنا إلى ما قالوا أو صدقتهم
وإن كان مجرد سؤال فعليك أن تستغفر الله عز وجل وتتوب إليه
ثم علينا نحن الآباء وأولياء الأمور أن نتقي الله عز وجل فيمن عندنا وان نخلص بيوتنا من هذه الأبواق الشيطانية التي جرَّت على أسرنا وعلى مجتمعنا الويلات العظام
أقول ما تسمع أستغفر الله لي ولك فاستغفره وتب إليه إن ربي كان غفورا رحيما .
الخطبة الثانية
أما بعد ، فيا عباد الله :لو قال قائل : ما الوقاية من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ؟
ثم ما العلاج منه ؟
ما الوقاية قبل أن يقع ؟
وما الحل بعد أن يقع ؟
نقول : " عليك بأن تلتزم بالآتي :
أولا : الاستعاذة بالله عز وجل من هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال تعالى : {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ }
ولذا يقول ابن القيم رحمه الله : " وكلما كان للإنسان وِرد في صباحه ومسائه يحافظ عليه كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منه أبعد إلى غيره"
الأمر الثاني :أن تتقي الله عز وجل
لأن تقوى الله جالبة لكل خير مبعدة لك لشر
قال تعالى : ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ))
وقال تعالى : ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً))
ثالثا : التوكل على الله عز وجل
لأن البعض قد يتوهم أن يصاب بسوء فإذا حصل هذا الوهم ودخل الشيطان في قلب هذا المتوهم زاد معه ظانا انه مسحور
وكذلك لو كان الإنسان مسحورا أو بقريبه سحر عليه أن يتوكل على الله عز وجل ، وأن يعلم أن الذي أنزل هذا البلاء هو الله عز وجل ، وان الذي يرفعه هو الله عز وجل
((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ))
رابعا : تجديد التوبة مع الله عز وجل
نعم ، تجديد التوبة مع الله عز وجل من الذنوب التي اقترفتها ؛ لأن هذا الأمر ما سُلط عليك إلا بسبب ذنوبك
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }
الأمر الخامس : الصدقة ، والإحسان إلى الغير ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام في الوقاية ، قال : (( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))
بعد أن يقع السوء ماذا قال عليه الصلاة والسلام في شان الصدقة ؟
قال : (( داووا مرضاكم بالصدقة ))
سادسا : الإكثار من قراءة القرآن وذكر الله عز وجل ، لاسيما قراءة سورة " البقرة "
ولذا جاء في صحيح مسلم أن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة .
الذي يُداوم على قراءة سورة البقرة كأنه يضرب السحرة والشياطين بمقامع من حديد
ولذا قال عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم – (( اقرءوا البقرة ، فإن في أخذها بركة ، وفي تركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة – يعني لا تستطيعها السحرة ))
سابعا : أن تبحث عن الأدوية والعلاج الشرعي ، وعن العلاج المباح
ولذا في سنن أبي داود – كما في حديث جابر – لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة ( وهو أن يُفك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بسحر مثله ، بأن يذهب المسحور أو أقرباؤه إلى الساحر )
فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
قال : (( هي من عمل الشيطان ))
قال : (( هي من عمل الشيطان ))
كذلك وهو الأمر الثامن : أن الإنسان يحرص على أكل سبع تمرات في كل صباح من عجوة المدينة
قال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين - : (( من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سم ولا سحر إلى الليل ))
ولا يُقتصر على العجوة بل أي تمر من تمر المدينة لرواية في مسلم قال عليه الصلاة والسلام : (( من تصبح بسبع تمرات مما بين لابتيها لا يضره بذلك اليوم سم ولا سحر ))
حتى إن بعض العلماء قال : " إذا لم يجد تمرا للمدينة لا عجوة ولا غيرها فليتصبح بأي تمر من التمور فلعله أن ينفع إن شاء الله تعالى "
قضية العلاج مما تهم المبتلين :
نحن نشعر بمعاناتهم ، نشعر بمعاناة القريب ، نشعر بمعاناة الأب حينما يرى ابنه مسحورا ، لكن مع ذلك لا يُذهب دينه من أجل أن تبقى مصلحة دنيوية
سرعان ما تزول هذه الدنيا
أنقدم مصلحة الدنيا على مصلحة الدين ؟!
مصلحة الدين بها الحياة الأخروية المستمرة الباقية ، أما هذه مصلحة دنيوية ، حتى لو مات من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] نسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين وأن يعافي مبتلاهم
لكن حتى لو توفي فمن لم يمت بالسحر فسيموت بغيره لا محالة ، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ {
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحدُ
ولذا النبي عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها – سُحر .
سُحر النبي عليه الصلاة والسلام ، سحره لبيد بن الأعصم اليهودي
قد يقول القائل : سبحان الله ! النبي عليه الصلاة والسلام يُسحر مع أنه أعظم الناس لله ذكرا – كما في حديث عائشة في صحيح مسلم : (( كان يذكر الله في كل أحيانه ))
نعم نقول : يُسحر
فوائد للنبي عليه الصلاة والسلام وللأمة حينما سُحر النبي عليه الصلاة والسلام
ما الفوائد ؟
الفوائد كثيرة :
أولا : أن يعلم المبتدعة والمتصوفة والمغالون في النبي صلى الله عليه وسلم أنه بشر يصيبه ما يصيب البشر
إثبات أنه بشر ، وليس بإله – كما يصنع البعض من الروافض أو من المتصوفة حينما يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقولون : مدد يا رسول الله ، أغثنا يا رسول الله
يأتون إلى قبره ويرفعون أكفهم أمامه كأنهم واقفون أمام رب العالمين
هو رسول بشر لا ينفع ، ولا يضر ، وليس بإله
الأمر الثاني ، والفائدة الثانية من كونه عليه الصلاة والسلام سحر أن فيه ردا على من قال من الكفار : انه ساحر
لو كان ساحرا لرد عن نفسه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فدل على انه عليه الصلاة والسلام ليس بساحركما زعمه وافتراه هؤلاء
الأمر الثالث : أن في هذا رفعة لدرجاته عليه الصلاة والسلام ، ولذا كما في حديث ابن مسعود : (( انه كان يوعك كما يوعك الرجلان ))
يعني يمرض ويعاني من شدة المرض كما يعاني الرجلان كل ذلك من اجل رفعة منزلته عليه الصلاة والسلام
ولذا عانى من سكرات الموت ، مع أنه عليه الصلاة والسلام ذكر في حديث البراء الطويل عند الترمذي أن روح المؤمن تخرج سهلة كما تخرج القطرة من فِي السقاء
ومع ذلك عانى عليه الصلاة والسلام من أجل ماذا ؟
من أجل أن يرفع الله منزلته
من الفوائد :
أنه إذا أُصيب بالسحر عليه الصلاة والسلام يعلم أمته ويعلم أصحابه ومن بعد أصحابه أمته كيف يتعاملون مع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ؟
انظروا ماذا صنع عليه الصلاة والسلام ؟
أذهب إلى السحرة او الكهنة أو لجأ إلى أحد ؟
لا
انظر قالت عائشة رضي الله عنها : (( سُحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه عليه الصلاة والسلام يظن أنه أتى الشيء ولم يأته ))
وهذا إنما أثر في بدنه أما في عقله وما في قلبه من النبوة فلم يتأثر شيء من هذا
تقول :(( وفي ذات ليلة كان عندي لكنه دعا ودعا – انظروا الالتجاء إلى الله عز وجل ))
كررت هذا الأمر مرتين قالت : (( لكنه دعا ودعا ))
ثم قال :(( يا عائشة أما شعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي والآخر عند رأسي ، فقال أحدهما للآخر : من طبّه ؟ ( يعني من سحره ) لم يقل من سحره ؟ من باب التفاؤل ان الله عز وجل يجعل له طبا وشفاء كما يقال للديغ الذي لدغته العقرب يقول أهل اللغة في اللديغ : يقول : السليم تفاؤلا ، وكما يقولون في " الجبيرة " إذا انكسرت قدم الإنسان أو يده لا يسمونها كسيرة ، يسمونها جبيرة من باب التفاؤل أن الله يجبر عظمه
ممن طبه ؟
فقال أحدهما للآخر ك لبيد بن الأعصم
قال : في ماذا ؟
قال : في مشط ومشاطة ( يعني في شعر ) وجُف نخلة ذكر( طلع نخلة ذكر وهو طلع النخيل )
قال : أين ؟
قال : في بئر ذروان ، بستان في البادية
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه إلى هذه البئر
فيقول : يا عائشة رأيت ماءها كأنه نقاعة الحناء ، وكأن نخلها رءوس الشياطين
فقالت عائشة رضي الله عنها: " أفلا استخرجته يا رسول الله "
ألا أخرجته وأعلمته وأظهرته للناس
فقال عليه الصلاة والسلام : أما وقد شفاني الله فلا أريد أن أحدث على الناس شرا
هو أخرجه كما قال ابن القيم رحمه الله ، قال : أخرج النبي صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من البئر ، لكنه - لما قالت عائشة : ألا استخرجته ؟ تقصد من ذلك أن يخرجه لعموم الناس
انظروا كيف فعل النبي عليه الصلاة والسلام
أراد أن لا تتعلق أمته بالسحر ، فأمر عليه الصلاة والسلام بها فدُفنت
وحصلت فائدة أخرى من هذا والفوائد كثيرة في كونه عليه الصلاة والسلام سُحر :
من بين الفوائد : أنها نزلت المعوذتان
كانت عقد سحره عليه الصلاة والسلام إحدى عشرة عقدة ، فقرأ المعوذتين : الفلق والناس ، ومجموع الآيات في هاتين السورتين إحدى عشرة آية
كلما قرأ آية انحلت عقدة
هكذا الذي يجب أن نصنعه حينما نُبتلى بهذا البلاء :
أن نلجأ إلى الله عز وجل
وأن ندعوه وأن نذكر الله عز وجل
وأن نرقي بالآيات القرآنية وبالأذكار الشرعية